الأربعاء، 10 مايو 2017

سَفَرْ



نراها خيالاتكم في الطريقِ
ونقرأ أسماءكم في الوجوهِ
ونعرفكم..
إنّمْا تسلكون طريقَ الغِيابْ.
صديقي - الذي غاب حينَ تلوتُ اسمهُ
في الصَّلاة
وحين فتحتُ له القلبَ يدخل من أيّ
باب يشاءُ
وأغلق في وجهي اليومَ بابْ -.
..
يكونُ المحبُّ محبًّا
إذا مرَّهُ قمرٌ مُستديرٌ.. فيسرح فيهِ
يقلبُ في معجم الكلمات
بحزْنٍ وتيهِ
ليرسمَ فيه قصيدتهُ البكرَ
يأملُ أنْ يستمرّ الظلامُ طويلًا
لكَيْ يستريحَ بوجه القمرْ.
ويبدو عليهِ الهوَى.. يا صديقُ
ويبدو الضّجَرْ
يُعيذُ الخُطى من ضلالِ المسيرِ
ومن وعثاء الهوى والسَّفرْ.
..
صديقي
سيبدو الهوى محضُ شكٍّ
يمرُّ خفيفًا مرور السَّحابْ
ستمشي إليهِ تُمنّيكَ عينكَ
لكنّه يا صديقُ سرابْ
..
غدًا سوف تحملكَ الأمنياتُ
التي أفلتتها هباءً يداكَ
تقول، وفيكَ الهوى والهوانُ: خذيني
سريعًا 
خذيني
هناكَ.
ولكنّها مرّة يا صديقُ فأنَّى تعودْ؟
إذا هجر المرءُ قلبًا فما ثمّ
أرضٌ ستؤويهِ يومًا إليهَا
ويبقى على تيهه أربعينَ
يرومُ هواها ويجري عليها 
ويمشي على جمرةِ المتعبينَ
ويغرقُ حين يشاءُ الصعودْ.