.
انظر إليَّ.
نظرت.
.
(1)
الحياةُ لا تمنحنا حلول وسَط، وكثيرًا ما نقرر ما نطمح أن يُكسبنا حلًّا وسطًا.
.
(2)
من الحماقةِ بمكان، ومن السوء، أن لا نجرحَ إلا الذينَ حملوا قلوبنا بين أكفهم ومشوا رافعين أيديهم حتى لا يمسّها سوءٌ ولا هم يمسّوها بسوءٍ. من الحماقة أكثر، أن نرَى أنفسنا منتصرين دونهم.
(3)
يكونُ النظرُ إلى السّماء مُجديًا كثيرًا حينَ تعكسُ وجهكَ، حينَ تستطيع أن تراها بعينين مُشرعتينِ ثابتتين، عدا عن ذلك، الأرضُ أولى يا صديقي أنْ تُرى. الأرضُ تقبل الجميعَ دائمًا، ولا تكلّف أحدًا غير أثقالِه.
.
اسمعني.
أسمع.
(4)
القوة تكمن في الشيء الذي يبقى، الذي يتلفُ لا قوةَ لك فيه، ولا قوةَ عليكَ منه أيضًا.
القوةُ تكمنُ في الأشياء التي لا تفارق ولا تخذل، الأشياء التي تقابلكَ بما تطمح وكما تطمح، ولا تأخذ منكَ إلا كما تعطيك، هناك قوتك.
كل شيء آخر لا يمنحك ما تمنح، ويخذلك كلما تفرح، هذا ألقِ به في اليمِّ دونما صناديق رحمة ولا مقتضيات بقاء، أو اطرحْهُ أرضًا يخلُ لكَ وجهُ قلبك.
(5)
حينَ تحدثني عن الذاكرة يا صديقي، سـ أحدثك عنْ قلبك، وعن المِسك المُتّقد منه، وعن الحُرقة في قلبي، التي لم أطمح لها يومًا. هذه الذاكرة التي لن أسمح لي بتجاوزها، اطمئن.