الخميس، 23 أبريل 2015

ماذا لو ...؟



.

ماذا لو استطعنا أن نتجاوزَ الحياةَ بخطوةٍ واحدة خاطفة نحو السماء ؟ ننسى الأرضَ والناسَ وذواتنا المُرهِقة المرهَقة، نصيرُ غيمةً أو قطعة ليلٍ لا يهم، المهم ألّا نصير قطرةَ مطر، أو نجم مؤهل للسقوط؛ كيلا نعود ثانية - على غير استعدادٍ - إلى الأرض!

ماذا لو كانَ للذاكرة عمرٌ ولقلوبنا صدًى وكان للغرقِ وقتٌ معلوم؟ ماذا لو كنّا نستطيع أن نستعيدنا من إطراقنا بكل وعي، وقوة؟
لن نصطدمَ بشيء حينذاكَ، وسيكون القلب ساكن المعالم. سنكون أكثر احترازًا، وأوفر أملًا، ولن نفكر في رحلةٍ إلى السماء؛ لأنّ الأرض حينها ستكون واسعة.
ماذا لو كنا نستطيع إيقاف الزمن لبرهة،
نمسح الخرائط العابسة في وجوهنا وننزل الحياةَ عن أكتافنا المائلة، نستقل قليلًا، نبكي قليلًا، نصلي كثيرًا حتى نغرقَ بالمددِ والنورِ معًا، ثم نأتي الحياة مرةً أخرى، ونحن غير الذي كنا؟
ماذا لو كان الطريق بساطًا أخضر، وكنا فراشات، وكانت الحياةُ ربيعًا، والورد لا ينام والبحر أقل منّا ضجيجًا وأشدّ زرقةً والسماء فوقنا لا تكف عن الهطول، والريحُ الغاضبة علينا.. نسمة؟
( هنا استوقفتني نفسي - التي تحاول الإيمان - كيْ تذكّرني أنني لم أزرِ السماء بعد، وأنني مستيقظة في الأرضِ ليسَ في الجنة ).
ماذا لو لم نكنْ نكتب، وكانت الدّموع هي التعبير المنطقيّ لكلّ شيء، ككلّ شيء.ٍ ماذا لو كنا أبسط من الحبِّ، أخفّ من الحقيقة وألطفَ بكثير من أن ننام هربًا، ونستيقظ رغم ذلك تائهين؟
ماذا لو ... ؟