السبت، 1 أغسطس 2015

تحيّة.. وبعد

-
العَتمة الشديدة، أوّل دلائل طلوع الفجر. كان شمس يفكّر بينه وبين ذاته الواسِعة.

يمدّ يدهُ، تغرق في العتمةِ، لا يراها، تمتدّ إليه يدٌ، تحاول الإمساكَ به، يطفو. يمتنع. يريد أن يمدّ يده فيَصل هو.

يسمع نداءَ قلبهِ، يمتلئ به، ويُريبه أن ليسَ هنالك صدى. ونداء آخر من بعيد، ينادي لـ شمس، لكنه يتجاهل. يريد صوتَ داخلهِ هو.

يعرف شمس أنّه ركن ثبات على هذه الأرض. وأن الكلمة حين ينطقها تنساب قصيدة، وأن الورد يمتلئ حين تقبضه أنامله عبيرًا. يعرف أنه أقرب ما يكون إلى السّماء، وأن الليل الطويل دليل على صبحٍ قريب.
.
يغرق الأمل، يغرق عميقًا. وينجو شمس لأنه متسع للحياةِ رغما عن كلّ شيء. يغرق الأمل، وتنهار الدموع، وتَحترق الابتسامة. لكن شيئًا لا ينطفيء، قلب شمس. كان دائما مُضاء، ولم يزل.

مما يحقق الإنسان قلبه، ومما يحقق قلب الإنسان أن يُوقدهُ دائمًا بما بقي من شُعلٍ وأن يُطفئ منه جذوة الـ كلّ إلا نفسي.

.
إلا قلبكَ شمس. أوقدهُ رغم اليأسِ. وأطفئ به حرائقنا.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق