وحدَكَ تسمعُ النّجوى وترفعُ البلوى. وحدكْ. تنصتُ للقلوبِ والحناجر معًا، وتجيبُها معًا. وحدكَ تمنحنا سماءً حين تضيق السّماء، أو حين نضيق بالسّماء نحن. وحدك تزرع لنا الأرض وردًا حين يزرعها الناس شوكًا. وحدكَ تُلهمنا أن نرى الحياةَ جميلةً عندما يقف الجميع ضدّ الجمالْ. وحدكَ تعيدنا إلى النّور كلما اختنقنا بالظّلمةْ. وحدك لا تذكّرنا بما اقترفنا بعد أن نتوبْ. وحدك تُسكن الحبّ في الصدور حين تكتظّ بالعابرين. وحدكَ تجعلنا نرى النقاء في من نحب، وتعمينا عن أخطائه؛ كي يحيا الحبّ أمدًا طويلًا. وحدكَ، حين أرفع لك يدي، تملؤها عطاءً، وسخاءً، ووردًا. وحدك حين أفرغُ من مناجاتكَ أرى في عينيّ نورًا، وفي قلبي جنةً أُخرى. وحدكَ لا تنام حين لا ننام أرقًا، نلجأُ إليكَ فلا تردّنا خائبينْ. وحدكَ كلما سألناكَ أحسسْنا بالطمأنينة، ووحدك تعطينا بلا انقطاع. تعطينا كثيرًا ولا تطلب الكثير. تمهلنا، نغوص فتنجينا، نغوص أخرى، ولا تحرمنا النجاةْ. وحدكَ عندما يحبّك القلب يكتفي بكْ. وإذا امتلأ العمرُ بكَ اكتملْ.
- يا رب ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق